عمار.. حلم صغير وطفولة ضائعة!

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر وفاة الطفل “عمار أحمد منصور”، الذي شُيِّع جثمانه مساء الثلاثاء الموافق (10/12) وسط حالة من الحزن الشديد التي خيمت على أهالي مركز الشهداء.

عمار.. الطفل صاحب الـ(17) عامًا، والمُلقب بأصغر “دليفري” في المنوفية، لم يكن يحلم سوى بالحصول على “موتوسيكل” بدلًا من دراجته الهوائية لتوصيل الطلبات بشكل أسرع. ومع ذلك، حرص على استكمال تعليمه في الثانوية التجارية، ولم يتوانَ عن القيام بمسؤولياته كأخ. فقد جهّز شقيقته وزوّجها رغم صغر سنه.

“كان زعلان من أمه، وزعلان على أبوه”

عبارة عبّر بها صديق عمار عن حزنه العميق لفقدانه، مشيرًا إلى المأساة التي عاشها. فقد والده منذ خمس سنوات، وتزوجت والدته وتركت عمار وأخته وحيدين. عاش مع جدتهما، لكن القدر لم يمهله كثيرًا فتوفيت هي الأخرى، ليواجه الحياة بمفرده.

لم يستسلم عمار، ولم يطلب المساعدة من أحد. كانت دراجته الهوائية بالنسبة له أكثر من مجرد وسيلة تنقل، بل أداة للحياة. يجوب بها الشوارع لكسب قوت يومه، ولم يقبل يومًا مالًا دون عمل.

“شبهة جنائية”

تأجلت إجراءات دفن جثمان عمار بسبب نزيف من فمه أثار الشكوك حول سبب الوفاة. لكن صديقه الصغير صرّح: “الواد أصلًا كان تعبان”. وأكد أن وجهه كان شاحبًا يميل إلى الاصفرار يومها. كما أشار الأهالي إلى أنه كان يعاني من مرض السكري، بالإضافة إلى الإرهاق الشديد من عمله الذي استمر (12) ساعة يوميًا.

رحل عمار، بعد أن نزف كل أحلامه دفعة واحدة، تاركًا خلفه قصة تختصر مآسي آلاف الأطفال الذين كُتبت عليهم المسؤولية في ريعان الطفولة.

Previous Article

شمس الحافظ.. سأبحث عن قلمي

Next Article

منار.. أحلام تلاشت بطريق العودة

Write a Comment

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا

اشترك في النشرة الإخبارية عبر البريد الإلكتروني للحصول على أحدث المنشورات التي يتم تسليمها مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
Pure inspiration, zero spam ✨