مادلين.. سفينة حملت الأمل وسلبه الإجرام

أبحرت السفينة “مادلين” التي يبلغ طولها (18) مترًا وعمقها (2.5) مترًا يوم (1) يونيو من ميناء “كاتانيا” بجزيرة صقلية في إيطاليا. على متنها (12) ناشطًا سياسيًّا من جنسيات مختلفة: (فرنسية، ألمانية، هولندية، تركية، برازيلية، سويدية، وإسبانية)، كانت وجهتهم القطاع المحاصر، لم تكن هذه المحاولة الأولى التي دفعها الطغيان ومصيرها تشابه مع أخريات. كيف حملت مادلين الأمل؟ وكيف سلبه الإجرام؟

“مادلين كُلَّاب”

سُميت السفينة تيمُّنًا بمادلين كُلَّاب أصغر وأول صيَّادة في القطاع، مارست مهنة الصيد منذ عمر (13) عام وسط الحصار البحري، وفقدت مركبها ومصدر رزقها بعد اندلاع حرب الإبادة، وأصبحت رمزًا للمقاومة.

أُطلقت السفينة ضمن إطار تحالف أسطول الحرية، الحركة الدولية التي تأسست عام (2010)، بهدف كسر الحصار عن القطاع المحتل، ولإدخال بعض المساعدات الإنسانية البسيطة، شملت هذه المساعدات: (أرز، طحين، معلبات غذائية، أدوية، ألبان أطفال، حفاضات، ومجموعات لتحلية المياه، بعض منتجات العناية النسائية، وأطراف صناعية للأطفال).

“جريمة جديدة للمحتل”

أرسل الكيان تحذيراتٍ مُسبقة بعدم السماح للسفينة بالدخول إلى مياه القطاع، ولكن أصرّ أبطالها على الاستمرار، محتجّين بأنّه لا يوجد على السفينة سوى مساعدات إنسانية. وبعد أن قطعت السفينة شوطًا طويلًا، رصدتها طائرات مسيّرة بدون طيار وسفن هامت حولها للمراقبة. ثم ألقت الطائرات مادة بيضاء مهيّجة لتشويش الركاب، وانقطع من بعدها الاتصال مع ركاب السفينة.

وفي صباح يوم (9) يونيو اقتحم كوماندوز مسلّح -قوات مدربة تدريب خاص- السفينة، ونقلوا الركّاب عبر زوارق إلى ميناء أشدود، واحتُجزوا في سجن “عغفون” في مدينة الرملة، وصُدرت المساعدات الإنسانية وصرحوا بأن إيصالها إلى القطاع سيتم عبر قنوات إنسانية -وصفوها بالحقيقية-.

“تاريخ من محاولات لم تكتمل!”

كانت مادلين هي السفينة رقم (36) لأسطول الحرية في محاولات فض الحصار على القطاع، والذي لم ينجح منها إلا خمس محاولات، لم يُهاجم الكيان هذه السفينة فقط بل سبق وهاجم سفن أخرى منها:

سفينة “الضمير” بطائرتين مسيرتان، قرب السواحل المالطيَّة، التي كانت قد بدأت رحلتها في الثاني من مايو الماضي،

وفي عام (2010) هُجمت سفينة “مافي مرمرة”، وذلك قرب السواحل المحتلة، وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل (10) أشخاص، وإصابة آخرين واعتقال بعض النشطاء السياسيين عليها.

“قرصنة بحرية وإدانة دوليَّة”

كانت مادلين -على حسب ردود فعل أبناء القطاع- أمل جديد مات في اللحظة التي ولد فيها! أدانت العديد من الدول والمنظمات الدولية تصرّف الكيان، واعتبرت ما حدث قرصنة بحرية وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية. وصرّح الاحتلال بأنّ المحتجزين سيعودون إلى بلادهم، بعد توقيعهم على اتفاقية خاصة. عاد منهم الصحفي “عمر فياض”، والناشطة السويدية “غريتا ثونبرغ”؛ بينما رفض ثمانية من النشطاء التوقيع على تلك الاتفاقية.

Previous Article

بعد روان وصوفيا.. كيف تضل سيارات الإسعاف طريقها؟

Next Article

أفوز من أجل نفسي

Write a Comment

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا

اشترك في النشرة الإخبارية عبر البريد الإلكتروني للحصول على أحدث المنشورات التي يتم تسليمها مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
Pure inspiration, zero spam ✨