“من يُرد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين”، كان ذلك الحديث النبوي أحد الأسباب لكي أبدأ القراءة فيما يتعلق بالعقيدة، وألا أكتفي بما تحتويه جعبتي من معلومات؛ لكن من أين أبدأ؟ وما هي المعرفة التي لا يسعني -كمسلمة- أن أجهلها؟
“ما لا يسع المسلم جهله” هو كتابٌ يسعى إلى تبسيط الضروريات الأساسيَّة التي يحتاجها المسلم في عقيدته وعباداته ومعاملاته. بأسلوبٍ سلسٍ بعيدٍ عن التعقيد.. يعرض “عبدالله المصلح” الأكاديمي والداعية السعودي، و”صلاح الصاوي” الفقيه والمُفكر الإسلامي المصري، القضايا الفقهيَّة والأحكام الدينيَّة التي يجب على كل مسلمٍ معرفتها، مُدعَّمةً بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبويَّة؛ وذلك انطلاقًا من خبرتهما الواسعة في مجال الفقه وأصول العقيدة. صدر الكتاب عن دار “كنوز إشبيليا” في (338) صفحة مقسمة بين (3) أبوابٍ رئيسية، كلٌ منها يحتوي على العديد من المواضيع داخله.
يبدأ الكتاب بفصولٍ تتناول شرح العقيدة الإسلاميَّة بأسلوبٍ واضح، مع التركيز على أهميَّة التوحيد وأنواعه. ثم ينتقل إلى شرح أركان الإيمان الستة وماهيتها؛ حيث يُوضح توضيحًا مبسطًا ما قد يجهله البعض من المفاهيم الأساسيَّة، بعيدًا عن المهاترات الفلسفيَّة. ثم ينتقل الكتاب إلى العبادات.. بدءًا من الطهارة والصلاة، مرورًا بالزكاة والصيام، وصولًا إلى العمرة والحج. لم يقتصر الأمر على شرح الأحكام، بل وُضِحت الحكمة من هذه العبادات، مع بيان أثرها الروحي والاجتماعي وجعلها أكثر ارتباطًا بنا. ولم ينسَ المؤلفان تناول بعض الأحكام الشرعيَّة المُتعلقة بحياتنا اليوميَّة مثل: أحكام البيع والشراء، المواريث، الزواج والطلاق. فقد كثُرت المسائل التي يجهلها الناس في هذه المعاملات، والتي قد تُؤدي إلى الوقوع في الحرام دون قصد.
ما يُميز الكتاب هو وضوح الطرح وسلاسة الأسلوب، فهو لا يُغرق القارئ في تفاصيل خلافاتٍ فقهيَّة معقدة، بل يعرض المسائل بطريقةٍ عمليَّةٍ مفيدةٍ للمسلم في حياته اليوميَّة؛ مما يجعله مناسبًا جدًا كبداية لكلٍ منَّا، أو حتى لمن يُريد مراجعة أساسيات دينه دون الدخول في الفقه التفصيلي. بالإضافة إلى كونه يُولي اهتمامًا خاصًا للأخلاق الإسلاميَّة، مُبينًا أثرها في تهذيب السلوك وعلاقتها الوثيقة بجوهر العبادات.
– التقييم: (9/10).
