فيما لم تهدأ بعد تداعيات وفاة الطالبة/ روان ناصر؛ بسبب تأخر سيارة الإسعاف رغم قرب المستشفى، تتكرَّر المأساة نفسها مع الطفلة/ صوفيا أحمد المعصراوي، التي لفظت أنفاسها الأخيرة داخل سيارة الإسعاف، بينما كان والدها يُحاول إنعاش قلبها بيديه، في مشهدٍ يُعيد تساؤلًا جدليًا: إلى متى تظلُّ دقائق التأخير سببًا في خطف الأرواح؟
“حادث على طريق وادي النطرون”
وقع الحادث يوم السبت (10) مايو في تمام الساعة الثالثة عصرًا، على طريق وادي النطرون -العلمين-، حين اصطدمت سيارة عائلة الدكتور/ أحمد المعصراوي بكونتينر -حاوية نقل متنقلة-؛ مما أسفر عن إصابة جميع أفراد الأسرة، من بينهم الطفلة صوفيا التي فقدت وعيها فور التَّصادم.
روى الأب، في منشورٍ على حسابه الشخصي على “فيسبوك” تفاصيل الحادث، منتقدًا تأخر وصول سيارات الإسعاف رغم رؤيتها من مكانهم. وقال أنها لم تصل إلا بعد مرور (25) دقيقة على وقوع التَّصادم.
“تغيير الوجهة”
بحسب رواية الأب، جرى نقل المصابين عبر ثلاث سيارات إسعاف، ورافق هو ابنته صوفيا -فاقدة الوعي-، في سيارةٍ توجَّهت نحو مستشفى العلمين المركزي. إلا أن المفاجأة.. أن السائق غيَّر وجهته قبل الوصول بدقائق معدودةٍ، وعاد بالسيارة إلى مستشفى وادي النطرون، الذي يبعد نحو (130) كيلومترًا عن موقع الحادث؛ بِحجَّة أن باقي سيارات الإسعاف ستتجه إليه.
يقول الأب: “بعد مرور أكثر من (50) دقيقة داخل سيارة الإسعاف، وفي ظلِّ غياب الإمكانيَّات الطبيَّة، كنت أحاول إنعاش قلب ابنتي بيدي، وكانت تستجيب للحظات؛ لكن السائق توقف لتبديله بآخر، وفي تلك اللحظة لفظت صوفيا أنفاسها الأخيرة، قبل أن نصل إلى المستشفى بعشر دقائق فقط”.
“بيان وزارة الصحة”
أثار الحادث غضبًا واسعًا وتساؤلاتٍ حادة على مواقع التواصل بشأن كفاءة الاستجابة الإسعافيَّة ومخاطر الإهمال أو التأخير التي قد تُهدِّد حياة المرضى، فيما وجَّه الدكتور خالد عبد الغفار -وزير الصحة- بفتح تحقيقٍ عاجل وتقديم تقرير خلال (48) ساعة، مع التَّشديد على توقيع أقصى العقوبات في حال ثُبوت التقصير.
واليوم يعُود السؤال ليُطرح مجددًا: أين يكمن الخلل؟ في منظومة الطوارئ أم في بطء الاستجابة؟ في ضعف الإمكانيَّات أم في سوء اتخاذ القرار؟ وهل سنشهد نتائج حقيقيَّة أم ننتظر ضحايا آخرين؟