يوم الرؤية.. لحظة ترقب تتجدد كل عام

مع حلول شهر رمضان، تتجه الأنظار نحو السماء لرصد هلال الشهر الكريم، في لحظة ترقب سنويَّة تعيشها الدول الإسلامية. في مشهد مميز، تتعاون الهيئات الشرعية مع المراصد الفلكية وخبراء العلوم الشرعية لتحديد موعد بداية الصيام. وبينما ينتظر المسلمون إعلان ثبوت الرؤية، تعمُّ أجواء الفرح في الشوارع ابتهاجًا بقدوم الشهر الفضيل.

“صوموا لرؤيته”

يُجرى استطلاع هلال رمضان في اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان بعد غروب الشمس؛ فإذا ثبتت الرؤية؛ يُعلن دخول رمضان، وإن لم يُرَ؛ يتمُّ شعبان ثلاثين يومًا، امتثالًا لحديث النبي ﷺ: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا”.

“رؤية الهلال قديمًا”

كان تحري هلال رمضان يتم بالعين المجردة عند غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري، وكان قاضي الجماعة أو قاضي القضاة يعتمد على شهادة العدول الذين يصعدون إلى أماكن مرتفعة كالجبال لمراقبة الهلال.

أما اليوم تتنوع وسائل رصد هلال رمضان بين الرؤية المباشرة والأدوات البصرية المتقدمة؛ فتعتمد العديد من الدول الإسلامية على الرؤية بالعين المجردة عند غروب الشمس، وتُستخدم التلسكوبات الحديثة التي تعمل بتوجيه آلي في توفير رؤية أكثر دقة، حيث تتحرك العدسة تلقائيًا مع مسار القمر، ويساعد “وهج الأرض” -انعكاس ضوء الشمس على الجزء المظلم من القمر- في إبراز الهلال الرفيع وجعله أكثر وضوحًا.

ويُستخدم أيضًا الحساب الفلكي، وهو تتبع القمر لمعرفة موعد لقاءه بالشمس ومفارقته لها، والبعد بينهما، ووقت إمكانية الرؤية واستحالتها، ووقت بقاء الهلال بالسماء، باستخدام معادلات لحساب توقيت غروب الشمس والقمر، يُحدد عليها بداية الشهر القمري. وكذلك تُستخدم تطبيقات الهواتف الذكية لتحديد مسار القمر وتوقيته، لكنها تبقى وسيلة مساعدة.

“اختلاف الرؤية ووحدة العبادة”

تختلف طرق تحرِّي الهلال حول العالم وفقًا للتقنيات المتاحة والمعايير الشرعية المتبعة، فبينما تعتمد دول مثل: تركيا، إيران، وعُمان على الحسابات الفلكيَّة الدقيقة لتحديد بداية الشهر دون الحاجة إلى الرؤية المباشرة، تُصر معظم الدول العربية وبعض الدول الإسلامية، مثل: باكستان، إندونيسيا، ماليزيا، نيجيريا، تشاد والسنغال، على الرؤية البصرية بالعين المجردة. أما مصر فتعتمد على الرؤية البصرية الشرعيَّة من خلال لجان تضم شرعيين ومختصين بالفلك، مع الاستعانة بالحسابات الفلكيَّة الدقيقة للتأكيد.

Previous Article

المديح النبوي.. شعر خالد في حب الرسول

Next Article

حبوب الغلة: بين إنقاذ المحاصيل وحصد الأرواح

Write a Comment

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا

اشترك في النشرة الإخبارية عبر البريد الإلكتروني للحصول على أحدث المنشورات التي يتم تسليمها مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
Pure inspiration, zero spam ✨