بين الصحافة والأدب

“نحن لا نُولد بأحلامنا؛ ولكننا نخلقها، ونضيفها إلى ذواتنا، كأنها أجنحة تجعلنا نطير!”
من جائزة “ساويرس الثقافيَّة للشباب” وصولًا لـ”القائمة الطويلة للرواية العربيَّة”، وما بينهما من إشادة القُرَّاء والنُقاد، ظهر اسمه لامعًا في الوسط الأدبي، عرفناه مُتميزًا بأسلوبه الماتع ولغته الساحرة، وحروفه التي لا ينجو قارئها من تأثيرها. الكاتب والصحفي “أحمد المرسي”، نخوض معه جزءًا من الرحلة، نتعمق قليلًا في الكواليس، ونستفيد من خبرة صحفي مُتمرس وكاتب صادق.

– كيف تُحب أن تُعرِّف نفسك اليوم؟
أنا “كاتب وصحفي” هكذا هو تعريفي لنفسي، وُلدت في محافظة دمياط وحصلت على بكالوريوس في الإعلام من جامعة القاهرة عام (2013) وأعمل بالصحافة.

– كيف بدأت علاقتك بالكتابة؟ وهل كانت الطفولة مؤشرًا مبكرًا على هذا المسار؟
علاقتي بالكتابة بدأت مع القراءة -وأنا أقرأ من سن (12) عام-، وبطبيعة الحال عندما نقرأ لفتراتٍ طويلةٍ يُصبح لدينا مخزون معرفي وتراكم معلومات، وحاجة إلى التعبير؛ فنتحول -رغمًا عنا- إلى كُتَّاب، ومن هنا بدأت الرحلة.

– درست الإعلام وعملت بالصحافة، هل كان هذا حلمك من البداية؟
نعم -ربما!-، كان لدي تخيُّل أن دخول الإعلام وسيلة مساعدة لأصبح كاتبًا، ووقتها لم يكن أمامي كليَّة إعلام إلا في جامعة القاهرة؛ فسافرت لدراسة الإعلام -هناك-، وبدأت رحلتي الدراسيَّة والتي اكتشفت خلالها أنه لا يُوجد علاقة بين الإعلام والكتابة! فأدركت أن الأصح كان دخول كليَّة الآداب؛ ولكن وقتها لم يكن لدينا شخص نسأله ويفيدنا في هذا الأمر بالإضافة لعدم توفر الإنترنت وقتها، فدخلت هذه الكليَّة وعملت في مجال الإعلام بالفعل في أكثر من جهة، فاشتغلت مع أستاذ وائل الإبراشي -رحمه الله-، في برنامجه “العاشرة” على قناة “دريم”، وقبله عملت مع منى الشاذلي، ثم اشتغلت في “روتانا”، ومن ثَمَّ عملت في جريدة الوطن.

– كيف بدأت مسيرتك كصحفي؟ وهل كان الطريق مُمهدًا أم كان مليئًا بالعقبات؟
بالتأكيد كان مليئًا بالعقبات، فكانت فرص العمل أقل، وعدد الجامعات أقل، وكنت أُسافر فقط للحصول على كتاب واحد وأحيانًا لا أجده فكان الأمر صعبًا جدًا، على عكس اليوم. فمن السهل عليكم اليوم أن تصلوا للجمهور بأي طريقة، فقط يتطلب الأمر: الجهد، التركيز، الإبداع والمعرفة.

– هل أثرت الصحافة على أسلوبك الروائي؟
لا أرى علاقة بين الكتابة والصحافة، بل على العكس أحيانًا الصحافة تُؤثر بالسلب على الكتابة؛ لأن الصحافة أسلوب مهمته إخبار، ففيها نُجيب على خمس أسئلة في الخبر: ماذا؟ أين؟ كيف؟ متى؟ لماذا؟. لكن الكتابة الأدبيَّة مختلفة تمامًا! فهي تُخاطب الوجدان، النفس والأفكار. فعندما أنقَطِع عن الكتابة لفترة طويلة، تُصيب الصحافة أسلوبي ببعض الجمود، وأُعاني لوقت حتى أترك الصحافة وأسلوبها وأعود للكتابة مرة أخرى؛ ولكن -لا أُنكر- أن الصحافة فادتني في عمليات البحث، وعمليات التحرير الأدبي؛ لأن المحرر الأدبي نصفه صحفي ونصفه أديب، فأعتقد أنها أثرت عليَّ بالسلب والإيجاب معًا!

– كيف تُوظف اللغة في رواياتك؟ هل تراها أداة جمال أم وسيلة رؤية؟ وماذا عن استخدام العاميَّة؟
أرى أن اللغة ليست فقط أداة جمال، بل أداة تواصل -خاصةً في الحوار-، واستخدام العاميَّة في الحوارات يُساعد في تجسيد الشخصيات بواقعيَّة، ويُسهِّل على القارئ تخيُّلها والتواصل معها. أما السرد، فأُفضِّل أن يبقى بالفصحى، لا أعتبر العاميَّة أفضل أو أسوأ من الفصحى، فالأمر في النهاية يخضع لرؤية الكاتب، فمثلًا نجيب محفوظ استخدم الفصحى، وتوفيق الحكيم استخدم العامية، وكلٌّ قدَّم بها ما يخدم عمله.

– نُشرت لك ثلاث روايات، إحداها حصلت على جائزة ساويرس الثقافيَّة وأخرى وصلت للبوكر، فما هي منهجيتك في صناعة رواية ناجحة؟
صناعة الرواية الناجحة في رأيي تبدأ من الصدق، لا من السعي وراء الجوائز أو الشهرة، فالنجاح له أوجه متعددة: جماهيري، نقدي، أو حتى عبر الجوائز؛ لكني أراه في التقاء كل هذه المسارات. ولا أؤمن بفصل الروايات إلى فئات: للجمهور أو للنقاد أو للجوائز؛ لأن الرواية الناجحة هي التي تُقرأ على أكثر من مستوى، ويتواصل معها القارئ البسيط كما يتفاعل معها أستاذ الأدب في لجنة تحكيم! ما يُهمني هي أن تصل بصدق لأكبر عدد ممكن من القرَّاء، دون أن تتنازل عن قيمتها الفنيَّة أو عمقها.

– ما الذي يشغلك أثناء الكتابة أكثر: الحكاية أم القارئ أم الرسالة؟
القارئ لا يُهمني أثناء الكتابة! فأنا أراه فيما بعد في الندوات والمراجعات ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لكن ما يشغلني هي الرواية نفسها والأفكار التي تحتويها وكيف أوصلها بشكل سهل وبسيط.

– في رأيك.. هل الأدب مجرد حكي، أم له دور أعمق في تشكيل الوعي وكشف المسكوت عنه؟
الأدب في لُبِّه حكي؛ لكنه في الأساس رسالة تصل عن طريق الحكاية، فإن لم تحمل حكايته رسالة تُوقِظ الجمهور وتُشكِّل وعيه، تَحوَّل هذا الأديب لـ”حكواتي”! مثل هؤلاء الذين كانوا يجلسون على القهوة زمان أو حكايات الآباء لأبنائهم، وعندما نركز على الرسالة فقط سيتحوَّل الأمر لكتاب فلسفي ثقيل لا يصل إلا لفئة معينة من مُحبِّي هذا النوع.

– أفصحت في لقاء سابق: “كاتِب بلا قُرَّاء، كاتب غير مُتحقق”، فكيف يستطيع الكاتِب بِناء قاعدة من القُرَّاء؟
الأمر يأتي لوحدِه، فعندما تكتب شيئًا يستحق القراءة؛ فإن القُرَّاء يقبلون عليه طوعًا بلا طلب منك، وعندما ينال إعجاب شخص يقول للآخر فالأمر توجيهي، وهكذا تصل الرواية لقاعدة واسعة من القُرَّاء إذا لاقت قبول منهم، أنت لا تسعى لهم بل هم من يبحثون عنك ويصلون لك، فما عليك إلا أن تكتب نصًا صادقًا يحمل معنى وبعدها سيُحقق النجاح بمفرده.

– تُقدِّم ورش كتابة روائيَّة حاليًا، في رأيك ما الذي يُفرق بين كاتب لديه موهبة وكاتب لديه مشروع؟
الموهبة لا تتضارب مع المشروع؛ لكن لكي تكون كاتبًا لابُد من موهبة. أما المشروع فهو رؤية الكاتب الموهوب، كالكثير من الروائيين الذين قدموا مشاريع مثل الدكتور أشرف العشماوي ومشروعه “إعادة كتابة التاريخ بشكل آخر”، فلا يُوجد كاتب لديه مشروع ولا يملك موهبة لكن يوجد العكس، وبالنظر للروائيَّة “جي كي رولينغ” فهي موهوبة من خلال سلسلة “هاري بوتر” التي قدمتها للناشئين؛ لكن لا أعتقد أنها لديها مشروع فكري.

– كصحفي، هل ترى الصحافة الآن تُقدر دورها في كشف الحقيقة؟ أم أصبحت مُحاصرة ومُكبَّلة؟ وكيف ترى دور الصحفي الحقيقي وسط كل هذا؟
لا، الصحافة ليست محاصرة ومُكبَّلة كما عِشناها زمان، الآن من يملك المعلومة يستطيع نشرها بسهولة، ومن يُريد أن يصدِّقها، يُصدِّق؛ فأصبحت صحافة تفاعليَّة. سابقًا كان لدينا عدد معين ومحدود من الجرائد؛ لكن الآن الموضوع أصبح أوسع -بدليل وجودكم كصحافة طلابيَّة الآن-، وهذا كان مستحيل زمان؛ لأن طبيعة الجرائد الورقيَّة التي كانت تحتاج لتصريحات كثيرة لصدورها، أما الآن الأمر باتَ سهلًا، وهناك وفرة معلومات وطرق عديدة للوصول إليها، لذلك أرى أن الصحافة تتمتع بوضع أفضل، فقط تحتاج لعدد من التشريعات التي تضبطها.

– في روايتك الأخيرة “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”، وظَّفت التاريخ بطريقة غير تقليديَّة، حيثُ وقَعت أحداث الرواية في حقبة زمنيَّة مُعينة. هل ترى أن الرواية وسيلة لفهم التاريخ بشكل أعمق من كتب التاريخ؟
في رأيي الروائي هو “مُحلل للتاريخ” أكثر من كونه “مؤرخ”، فالأديب لا يهتم بالتاريخ أكثر من اهتمامه بـ”فلسفة التاريخ”. أما عن الاكتفاء بالرواية لمعرفة التاريخ فهذا أمرٌ غير صحيح؛ لأن الرواية يتخللها الخيال، وتطرح الفلسفة الملازمة للحدث لا الحدث نفسه، وهذا ما يُسمى بـ”السرديَّة التاريخيَّة” أو” فلسفة التاريخ”، وهي وجهة نظر الكاتب عن الحدث التاريخي، فالقارئ يقرأ الرواية كبابٍ لقراءة التاريخ، الأبحاث، والوثائق؛ ليُكوِّن وجهة نظره الخاصة عن الحدث في النهاية.

– هل تعتقد أن الأدب يُحرر الحكاية من سلطة من يملكها؟ وكيف يُشبه هذا ما يحدث الآن في زمن الإعلام والجمهور؟
لا أعتقد أن الأدب يُحرر الحكاية من سلطة من يملكها؛ لأن الكاتب نفسه يُعد في موضع سلطة أيضًا، فهو من يختار زوايا الحكي ويُشكلها بطريقته، وله جمهور اعتاد أسلوبه وتأثر به، وبالتالي فإن السيطرة لا تزال قائمة؛ لكنها تأخذ شكلًا آخر. ومع تطور التكنولوجيا وتعدد المنصات الإعلاميَّة، أصبح من الطبيعي أن يمتلك كل فرد سرديته الخاصة، ويُقدم وجهة نظره تجاه الحدث الواحد. ولم يعد الكاتب وحده هو من يملك سلطة الحكاية، بل صار كل شخص قادرًا على أن يكون مرسلًا للمعنى وصانعًا للسرد. لذلك، لم تعد المسؤوليَّة تقع على المرسل فقط بل أصبح المتلقي شريكًا أساسيًا، وعليه مسؤوليَّة التفكير والتحليل، والجمهور اليوم يتلقى الرسائل المعرفيَّة من مصادر مختلفة، وبدلًا من أن يكتفي بالاستقبال عليه أن يُفعِّل عضلة التفكير المنطقي ويكوِّن وجهة نظره الخاصة؛ فالوعي بات مسؤوليَّة مشتركة بين من يكتب ومن يقرأ.

– مع انتشار الذكاء الاصطناعي أصبحنا نرى برامج مختلفة تكتب الروايات والقصص، هل ترى أنه من الممكن أن يخلق الذكاء الاصطناعي أدبًا حقيقيًا، أم أن الإبداع سيظل دائمًا إنسانيًا؟
الذكاء الاصطناعي حتى وإن كان يصنع نصًا أدبيًا يبدو أدبيًا فعلًا، فهو لن يُلاقي جماهيريَّة! ببساطة لأن الأمر مُتعلق بالكاتب، وليس فقط النص الأدبي الجيد.
كمثال: يُسافر الكثيرون لرؤية لوحة “الموناليزا” الموجودة في متحف “اللوڤر” بفرنسا، يقطعون الأميال لرؤية هذا الإبداع الإنساني؛ لكن إذا أخبرناهم أن لوحة أجمل منها موجودة -هناك- لكنها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، هل سينفقون المال ويُسافرون لرؤيتها؟
الحقيقة لا، إذًا فالأمر ليس مُتعلقًا بجمال الإبداع الفني ولكن بـ”إنسانيَّة الإبداع الفني”، وهكذا في الكتابة، فأنا لا أقرأ فقط الحبكة الروائيَّة بل أقرأ الإنسان خلال هذه الحبكة، أقرأ ألم هذا الإنسان، أفكاره، قلقه -اللائي ربما يتشاركهم معي-، أقرأ الوجود الطبيعي المُلازم لوجودنا في الحياة، الفلسفة الإنسانيَّة وراء تلك القصة أو تلك الحبكة. فالذكاء الاصطناعي في النهاية احتل مكانة كبيرة؛ لكنه غير قادر على تشكيل وعي، وهذه هي النقطة الفاصلة.

– رأينا منك دعمًا كبيرًا للمشروعات الشبابيَّة والطلابيَّة، مثل “المشروع الوطني للقراءة”، من وجهة نظرك ماذا تضيف هذه المشروعات للطلاب؟ وهل هي كافية لتحريك المياه الراكدة؟
الحقيقة أنها تضيف وعيًا، وأنا أرى أن الجيل القادم هو الأمل، ومؤمن بهذا الجيل المُسمى بـ(Gen Z)، هذا الجيل الذي نشأ داخل هذه الثورة المعلوماتيَّة، أرى أنه جيلٌ متطور وقادر على إحداث التغيير، وهو أكثر وعيًا من أجيالنا السابقة من حيث التعرض لوسائل المعرفة والانفتاح على العالم. لذلك أنا أركز عليه وأفرح كثيرًا عندما أرى قارئًا جامعيًا أو من سن (15:24) عامًا؛ لأني أشعر أنه شخص منفتح على العالم، وأننا حجر الأساس لهذه البذرة التي ستصنع المستقبل.

– كيف ترى المشهد الأدبي والثقافي حاليًا في مصر؟ وهل هناك تحولاتٌ لافتة؟
بالطبع هناك تحولاتٌ لافتة -تحديدًا في آخر عشر سنوات-، وذلك رد فعل لهذه الثورة المعلوماتيَّة، فعدد كبير من مقتني الروايات هم شباب، لذلك متفائلٌ حقيقة بالمشهد الثقافي الحالي، ومتفائلٌ بأن القادم سيكون أفضل مما هو عليه الآن.

– هل ترى أنه يجب أن تمتلك قاعدة من العلاقات في الوسط لِنشر أول عملٍ لك، أم يفرض العمل الجيد نفسه؟
العمل يفرض نفسه في الأساس، فأنا لم أعرف أحدًا في البداية، وبدأت مع دار نشرٍ صغيرة حتى وصلت للدورِ الكُبرى، وكوَّنت علاقاتي بعد ذلك؛ لكن -أيضًا- من الضروري تكوين العلاقات، فكان د/ سامي عبد العزيز -رحمه الله- دائمًا ما يُخبرنا أن نجاحك مرهونٌ بعدد الأرقام المُسجلة على هاتفك، فالعلاقات قوة.

– هل هناك أي عملٍ جديد تُحضِّر له حاليًا؟ وهل من المحتمل أن نرى لك مجموعة قصصيَّة؟
نعم، حاليًا أكتُب رواية طويلة، وبالفعل كتبتُ أكثر من قصة يُكوِّنوا معًا مجموعة قصصيَّة؛ لكن لم أنشر أيًا منها بعد.

– كطلبة في كليَّات الإعلام، وكليَّات أخرى نشعر دائمًا بالتشتت بعد التخرج وقلة الفرص، بماذا تنصح الطلاب ليُطوروا من أنفسهم؟
الحقيقة أصبح هناك زِحامٌ شديد؛ ولتبرز في وسط هذا الزحام: يجب أن تمتلك تقديرات جيدة، وتُطور من نفسك، ومن لغتك، وقراءاتك؛ فلا صحفي أو إنسان -عامةً- دون قراءات. ووسِّع من دائرة معارفك، وتعلَّم مهارات أخرى إلى جانب مجال دراستك؛ لأن كل هذا سيُصب في مصلحتك في النهاية.

– إذا اخترت أن تكتب جملة واحدة تهديها للشباب لتكون بوصلة لهم وسط الزحام، ماذا ستكون؟
سأُخبرهم أن يصبُّوا تركيزهم على آليَّة التفكير، وألا يخشوا من التفكير أبدًا، وإن بدا في البداية مخيفًا أو صعبًا، لا تخشوا منه، ولا ترضوا بالمعلومات الجاهزة، اقرأوا، ابحثوا، اكتشفوا، ابتعدوا عن الثقافة السمعيَّة، وفتِّشُوا عن المعلومة بأنفسكم.

إلى هُنا انتهى حوارنا مع الكاتب أحمد المرسي؛ لكن لم ينتهي ذلك الإبداع الإنساني خلف الحبكة، ولازلنا في انتظار حبكات أُخرى تُضاف لرحلة مليئة بالإبداع والتثقيف والعمل الروائي.

Next Article

زغاليل: من فكرة على الورق إلى رحلة ترفيه ووعي

Write a Comment

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا

اشترك في النشرة الإخبارية عبر البريد الإلكتروني للحصول على أحدث المنشورات التي يتم تسليمها مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
Pure inspiration, zero spam ✨